صحف فرنسية: المتحف المصري الكبير هرم رابع

بينما تتنافس عواصم العالم على جذب الزوار والاستثمارات الثقافية، اختارت مصر أن تقدم للعالم أيقونة جديدة على سفح الجيزة: المتحف المصري الكبير.  وسائل إعلام فرنسية وصفت المتحف بأنه استثمار استراتيجي يتجاوز حدود الثقافة إلى الاقتصاد والسياحة والدبلوماسية الثقافية، ليصبح “محركًا جديدًا للاقتصاد في مصر”، لا مجرد صرح أثري.

واليوم، تفتتح القاهرة رسميًا أبواب المتحف المصري الكبير، في احتفالية عالمية وصفتها الصحافة الفرنسية في أوروبا بأنها إعلان ميلاد “الهرم الرابع”، ليس فقط من حيث ضخامة البناء، بل لما سيترتب عليه من عوائد اقتصادية وسياحية واسعة. فالمتحف، الممتد على مساحة نصف مليون متر مربع، يمثل أكبر مشروع ثقافي تنجزه مصر منذ عقود، وسط توقعات باستقبال ما بين 5 و7 ملايين زائر سنويًا، وهو ما سيمنح قطاع السياحة دفعة جديدة بعد سنوات من التحديات الاقتصادية.

ورأت صحيفة لوموند” الفرنسية أن الافتتاح لا يحمل بعدًا ثقافيًا فقط، بل يشير إلى استراتيجية مصرية تعتمد على استغلال قوة الحضارة الفرعونية لرفع إيرادات العملة الأجنبية وتعزيز مكانة القاهرة كعاصمة للتراث العالمي. وقالت الصحيفة إن المشروع “فرعوني بحجمه”، لكنه معاصر في تصميمه، حيث تعتمد قاعاته على التكنولوجيا التفاعلية والواقع الافتراضي بما يلائم أجيالًا جديدة من الزوار.

فيما تناولت محطة “تي.إف.1” الفرنسية الحدث من زاوية أخرى، مشيرة إلى أن المتحف تحول إلى منصة دبلوماسية خلال ثلاثة أيام من الاحتفالات، بحضور عشرات الوفود الحكومية والملكية.

وتصف القناة المتحف بأنه “هدية مصر للعالم”، وواجهة جديدة لتقديم الحضارة الفرعونية في سياق علمي حديث، مع معامل ترميم تعد الأكبر في الشرق الأوسط.

وركزت صحيفة “ليزيكوالاقتصادية على المكاسب المحتملة للاقتصاد المصري، مؤكدة أن قطاع السياحة يمثل نحو 10% من الناتج المحلي، وأن افتتاح المتحف سيعزز تدفق الاستثمارات السياحية ويفتح المجال أمام شركات دولية في مجالات الضيافة، والفعاليات والفنون.

أما “لوفيغارو” فاعتبرت المتحف سلاحًا جديدًا لسحر السياحة المصرية”، مشيرة إلى أن القاهرة تستكمل المشروع ببنية سياحية موازية تشمل فندقًا فاخرًا، ومطارًا على مقربة من الأهرامات، وخمسة آلاف غرفة إضافية قيد التنفيذ، في إطار خطة لجعل الجيزة مركزًا سياحيًا عالميًا.

وترى الصحيفة أن “كنوز توت عنخ آمون” وحدها، والتي تعرض للمرة الأولى مجتمعة، ستكون عامل جذب قادرًا على منافسة أشهر المتاحف العالمية.

واعتبرت الصحيفة أن مصر تراهن على المتحف المصري الكبير ليس كمعرض للآثار فقط، بل كـ”مشروع تنموي” يعيد رسم خريطة السياحة ويوسع مصادر الدخل، في لحظة تبحث فيها البلاد عن حلول مبتكرة لتعزيز الاقتصاد وجذب العالم إلى قلب حضارتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *